كتُابنا

شاهد الكل

Articles by daydaynaw

مُثَبَّتٌ في الحقِّ

تعيشُ عائلتي في منزلٍ يبلغُ عمرُهُ قرنًا من الزَّمانِ تقريبًا ويتميَّزُ بالكثيرِ مِنَ السِّماتِ، بما في ذلكَ جُدرانٌ جصِّيَّةٌ )من الجِبسِ( مزخرفةٌ بشكلٍ رائعٍ. حذَّرني عاملُ بناءٍ وقالَ لي إنَّهُ حينَ نرغبُ في تثبيتِ مسمارِ لتعليقِ الصُّورِ علينا أن نُثبِّتَهُ في الدَّعاماتِ الخشبيَّةِ الَّتي تدعمُ الجُدرانَ )وليس في الجِّدارِ الجَّصيِّ لعدمِ تَحمُّلِهِ( أو استخدامِ داعمٍ )فيشر( للتَّثبيتِ. خلافُ ذلكَ سأخاطِرُ…

في البُستانِ

كانَ والدي يُحِبُّ التَّرانيمَ القديمةَ. إحدى ترنيماتِهِ المُفضَّلَةِ هي "في البُستانِ". قُمنا بترنيمها منذُ عِدَّةِ سنواتٍ في جنازتِهِ. قرارُ التَّرنيمةِ بسيطٌ: "سارَ معي، وتحدَّثَ معي، وقالَ لي إنَّني لهُ، الفرحُ الَّذي تشاركناهُ هُناك )في البُستانِ( لم يعرفْهُ أحدٌ من قبلٍ".

قالَ كاتبُ هذه التَّرنيمةِ سي. أوستن مايلز بأنَّه كتبَ هذهِ التَّرنيمةَ بعدَ قراءَتِهِ الأصحاحَ 20 مِن إنجيلِ يُوحنَّا: "عندما قرأتُ…

ركوبُ الأمواجِ

جلستُ على صخرةٍ كبيرةٍ وأنا أشعرُ بالقلقِ من نكسةٍ طبِّيَّةٍ أُخرى، بينما كانَ زوجي يتجوَّلُ على الشَّاطِئ الصَّخريِّ ويلتقطُ صُورًا للأُفُقِ في هاواي. كنتُ بحاجةٍ إلى السَّلامِ في تلكَ الَّلحظةِ على الرَّغمِ مِن أنَّه كان مِنَ المُمكِنِ أن تتنظرَ مُشكِلاتي حتَّى أعودَ إلى البيتِ. حدَّقتُ في الأمواجِ الآتيةِ بينما تتحطَّمُ على الصُّخورِ السَّوداءِ المُسنَّنَةِ. لفتَ انتباهي ظلٌّ داكنٌ في الموجةِ.…

التَّكلِفَةُ

تناولتْ أعمالُ مايكل أنجلو جوانبًا عديدةً مِن حياةِ يسوع، إلَّا أنَّ أكثرَ لوحةٍ مُؤثِّرةٍ هي أيضًا واحدةٌ من أبسطِ الَّلوحاتِ. ففي أربعينيَّاتِ القرنِ الـ 16 رسمَ بيتًا )صورةً لأُمِّ يسوع "العذراء مريم" وهي جالسَةٌ تحتضنُ جسدَ المسيحِ الميِّتِ( لصديقتِهِ فكتوريا كولونا. رسمَ مايكل الصُّورَةَ بالطَّباشِيرِ الأسودِ وصوَّرَ العذراءَ مريم وهي تنظرُ إلى السَّماءِ وتحتضنُ جسدَ ابنِها الهامِدِ، وخلفَها خشبةُ الصَّليبِ…

مفيدٌ جدًا

قالَ مُتَّصِلٌ بمحطَّةِ الإذاعةِ المسيحيَّةِ إنَّ زوجتَهُ عائِدَةٌ مِنَ المُستشفى بعد إجراءِ جراحةٍ لها. ثُمَّ شاركَ بأمرٍ لمسَ قلبي بِشدَّةٍ: "لقد ساهمَ كُلُّ شخصٍ مِن أُسرةِ كنيستِنا في الاعتناءِ بِنا خلالَ هذا الوقتِ".

عندما سمعتُ هذا الكلامَ البسيطَ، تذَكَّرتُ قيمةَ وضرورَةَ الرِّعايةِ المسيحيَّةِ والضِّيافةِ. وبدأتُ أُفكِّرُ بأنَّ محبَّةَ ودعمَ الإخوةِ المؤمنين لبعضِهم البعض هي واحدةٌ من أعظمِ طُرُقِ إظهارِ قُوَّةِ…

إزالةُ الأعشابِ البرِّيَّةِ بحكمةٍ

أحفادي يركضونَ في الفناءِ الخلفيِّ لمنزلي. هل يلعبونَ ؟ لا، بل يقتلعونَ الحشائشَ البرِّيَّةَ  "نقلعها من جذورهاِ!" تقولُ الحفيدةُ الصُّغرى، وهي تُريني حُفنةً ضخمةً كما لو كانتْ حصلتْ على جائزةٍ. فسعادَتُها، أثناءَ اقتلاعِنا للحشائِشِ في ذلكَ اليومِ، كانتْ بسببِ استمتاعِنا باقتلاعِ الحشائِشِ مِن جذورِها- بغيةَ إزالةِ أيِّ تهديد مُزعِجٍ. لكنْ قبلَ هذا الفرحِ، جاءَ خيارُ اقتلاعِ الحشائِشِ.

إنَّ اقتلاعَ الحشائشِ…

حصلتُ على أنفِكَ

"لماذا أنوفِ التَّماثيلِ مكسورة؟" هذا هو السُّؤالُ الأوَّلُ الَّذي يطرحَهُ الزُّوارُ على إدوارد بليبيرج، أمينُ الفنِّ المصريِّ في متحفِ بروكلين.

لا يستطيعُ بليبيرج إلقاءَ الَّلومِ على العواملِ الطَّبيعيَّةِ العاديَّةِ؛ فحتَّى الأشكالُ المرسومةُ ثنائيَّةُ الأبعادِ أُنوفُها مفقودةٌ. إنَّما هو يعتقدُ بأنَّ هذا التَّدميرَ يجبُ أن يكونَ مقصودًا. حيثُ قصدَ الأعداءُ قتلَ آلهةِ مِصر. يبدو الأمرُ كما لو أنَّهم كانوا يلعبونَ لُعبةَ…

مواجهةُ الحروبِ مع الرَّبِّ

الأفعالُ البطوليَّةُ لجنديِ الجَّيشِ الأمريكيِّ ديزموند دوس ظهرتْ في فيلم )هاكسو ريدج( Hacksaw Ridge في 2016. كانتْ قناعاتُ دوس لا تسمحُ لهُ بأن يقتُلَ نفسًا حيَّةً، وكطبيبٍ في الجَّيشِ ألزمَ نفسَهُ بالحفاظِ على الأرواحِ حتَّى ولو كانَ ذلكَ على حسابِهِ. تضمَّنتْ الخطبةُ الَّتي تمَّتْ قراءَتُها في حفلِ تكريمِ دوس حيثُ تمَّ منحُهُ ميداليَّةَ الشَّرَفِ في 12 أكتوبر 1945 هذه الكلماتُ:…

راقبني!

"انظري لأميرتي وهي ترقصُ يا جدَّتي!" هكذا نادتْ حفيدتي البالغةُ من العمرِ ثلاثَ سنواتٍ بابتهاجٍ وهي تجري حولَ فناءِ الكُوخِ بينما كانتْ ابتسامةٌ كبيرةٌ تعلوُ وجهها. وقد جلبَ "رقصُها" الابتسامَ لنا بالفعلِ. وبالرَّغمِ من كآبةِ تعليقِ شقِيقِها الأكبرِ: "إنَّها لا ترقُصُ، إنَّها تجري فقط" ، لم تتأثَّرْ فرحَتُها بقضاءِ الإجازةِ مع العائِلَةِ.

كانَ أَحَّدُ السَّعفِ الأوَّلِ يومًا مليئًا بالارتفاعاتِ والانخفاضاتِ.…

استضافةُ ملكيَّةٍ

بعد لقاءِ ملكةِ إنجلترا بحفلةٍ في اسكتلندا، تلقَّتْ سيلفيا وزوجُها رسالةً مفادُها أنَّ العائلةَ المالكَةَ ترغبُ في زيارتِهم لتناولِ الشَّاي. بدأتْ سيلفيا بتنظيفِ المنزلِ وعَملِ الاستعداداتِ وهي مُتوتِّرَةٌ من استقبالِ الضُّيوفِ الملكيِّين. وقبلَ وصولِهم، ذهبتْ إلى الخارجِ لتقطِفَ بعضَ الزُّهورِ للطَّاولةِ، بينما كانتْ نبضاتُ قلبِها تتسارعُ. ثمَّ شعرتْ بأنَّ اللهَ يُذكِّرُها بأنَّهُ ملِكُ الملوكِ وأنَّه معها كُلَّ يومٍ. فشعرتْ على…